سياسة التجويع من التبعية الي الحرية

نورالدين كوكى
3 minute read
0

سياسة التجويع من التبعية الي الحرية

بالقلم / نورالدين كوكى

كانت – و لاتزال سياسة الحكومة المؤتمر الوطني تسير وقف المعنى الكنائي للمثل القائل " جوع شعبك يتبعك" و هو الكناية عن الاذلال الذي يولد التبعية , فراوا ان خير وسيلة لضمان تبعية الشعب السوداني لهم هي جعلهم يرزحون تحت ضغط الجوع و العوز ! ليظلوا دائما مرتبطين بتلك اليد التي تمتد اليهم لتسد رمقهم بقطعة الخبز التي تقذفها لهم كلما اشتدة لهم جوع  يستبطن في داخله معنى مقابلا , وهو ان رفاهية الشعب و الاستجابة لمطالبة يجعلها تتقلب في رغد العيش , ما يؤدي بها في اعتقادهم , الي رفاهيه الفكر و الوعي , ما يدفعها للمطالبة لحقوقها . و بالمطالبة بالحقوق  معناه القضاء على الفساد , و هذا تعني في ايديولوجية الكيزان تعال على سلطاتهم و تهديد لكرسيها الذهبي الوثيرة بالانهيار , هذا هي الفكرة التي ترتعد لها فرائض الكيزانين , التي اثرت اذلال الشعب السوداني لتظل تابعة لها . الا ان الحكومة المؤتمر الوطني هي غارق في الوهم النفسي و يرى ان العالم تعيش في عصر الحجري ,لان هذا الاسلوب الديكتاتوري كانت مسكوت في ازمنة مضت , حين كان الفرد مغلوبا على امره منعزلا عن العالم فكريا و ثقافيا و اقتصاديا , اما اليوم فقد انفتحت فضاءات الشعوب , و اصبح العالم كله ياتي بين اليدين بضغطه زر واحد على جهاز لا يتعدى كف يد . فقد اصبحت العين ترى , والعقل التفكر , و الوعي تشكل , و النفس تطمح , و التغيير يغري الجميع , بالوان طيفه الجذابة , و مع هذا فان الفاشي المؤتمر الوطني لا تزال تغمض عينيها , و تصم اذانها , و تستغشى ثيابها عن ادارك ابعاد هذا التغيير , و تطور الهائل الذي تقوده عقول شابة , كما تابى ان تعترف بان شباب اليوم في عقليته و طموحاته و رغباته و وسائله , غير شباب الامس , فظلت تتعامل معه بتلك الثقافة الرجعية الرديكالية البائدة , و ازدادت تعنتا في بؤرة ديكتاتورية و الشمولية لاعتقادتها ان فن سياسة تجويع و الاذلال الشعب السوداني هي انجح وسيلة سياسية , الا ان فاتها ان معنى الكنائي للمثل الديكتاتوري البائد " جوع شعبك يتبعك" اصبح يقابله اليوم معنى لمثل ولد مع متغييرات العصر و هو " جوع شعبك يتهشك " حيث اضحت الشعب الواعي اليوم تمزق عنها رداء الذل و الهوان , و طفقت تنعم بعمائم العز و الكبرياء , و ترتدي ذي الحرية و الكرامة , فهنا على الكيزان الذين لا تزال تتغني بتلك الامثلة الغبية التي رسمت عليها سياستها ان تستفيق من سباتها العميق , و تفرك عينيها جيدا , و تنفض الغبار عن فكرها البائدة , و ان تعلم ان افضل سياسة لاستمرارها هي مصادقة الشعب , و احترام انسانيته , و مشاركته اماله و طموحاته , و تلبية احتياجاته , فما كان بالامس ترقا اصبح اليوم ضرورة حتمية ,حيث ان متطلبات الشعب هي في غاية الوضوح , و احلامهم سهلة التحقيق , فالشعب لا يريد اكثر من الامني و الامان نفسي و الفكري و الاقتصادي , فكل فرد في مجتمع بحاجة الي عمل كريم يكفل له حياة كريمة , و تعليم راقي يواكب العصر و مستجداته , و علاج يضمن له صحه جيدة , و مسكن كريمة ياويه من حر الصيف وقر الشتاء يريد الفرد ان يشعر بكرامة و انسانيته عن طريق التعبير عن رايه بكل الحرية و صراحة , و ان يجد اذنا صاغبة و حكيمة تناقشه و تحاوره و تشاركه و تلبي طلباته , و لن تتحقق الا بالمساواة بين الافراد , و هذه المساواة لن تتحقق الا بالعدل و القضاء على الفساد ,فاذا شعر الشعب بالعدل و التوازن بين الافراد المجتمع فيكون الاستقرار و السلام هي الغاية , اما رات الطبقة هي السائدة و الفساد هو من يبعث ثروات الوطن  , فاعلم ان البركان الخامد سوف يثور يوما و هذا ما حصل في كل اركان الدولة السودانية , فالحقيقة التي باتت واضحة كالشمس ان نظام الكيزاني التي لا تحترم رغبات الشعب هي حتما الي زوال في مزبلة تاريخ.

 

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(حسناً، اذهب!) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. تحقق الآن
Ok, Go it!