ميدان الثورة السودانية (2)
نورالدين كوكى / تل ابيب
كانت نقطة البداية مع النظام المؤتمر الوطني، بقيادة
البشير بتاريخ 1989م. عند ما انقلب على حكومة الصادق المهدي، لكن عند مجيئه رفع
الشعارات تعبر ان التغيير والاصلاح، وسميت بالثورة الانقاذ الوطني! و انتقد
سياسات حكومة الصادق , و اتهمه بالفشل حماية الوطن و الشعب , و لكن لن
و لم يصمد طويلا على تطبيق شعاراته التي اعلنها , فسرعان ما دخل في تفكيك و تحوّيل
المؤسسات الدولة الي مؤسسات الحزبية , ودخل في مواجهة مكشوفة مع كافة القوى
الوطنية , و كانت الغاية هي ضرب القوى السياسية المنافسة و تشريد قادتها و كوادرها
و ملء السجون و المعتقلات من الاحرار و الحرائر من ابناء
السودان ,و كرس نظام الشمولي , و ما يتطلبه ذلك من وجود الاحزاب
الديكور لزوم الدعاية , و نسبة لزالك حوّل السودان الي اكبر سجن
في العالم , في ظل غياب الحريات و القوى
السياسية و المؤسسات المعبرة عن ارادة الشعب , و تم اختزل الوطن كله
في الحزب ليختزل بدوره في القائد و الزعيم الذي يفتقد الاحساس بالوطن , كل ذلك قد
ادى الي وجود العديد من العوامل و المبررات التي تساعد على النجاح الثورة و الصمود
الثوار في تحقيق الحلم الشعب السوداني و انتهاء الظلم و الفساد في الدولة . إذا ما
هي العوامل التي تحكم النجاح الثورة في السودان. هنا اشير الي بعض المعطيات النجاح.
اولا: تركيبة المجتمع السوداني. ان السودان وطن
متعددة العراق و الديانات و الثقافات ومتنوعة الاحزاب التي تختلف في الفكر السياسي
و الايديولوجي , الا ان الظلم وبطش المؤتمر الوطني يعبر بكل المكونات الشعب
السوداني , فلذا قد حانا الوقت لتنازل من كل طرف من اجل الوطن ,و ان يتفق المجتمع
السودان على تحديد المطلوب وهي اسقاط النظام حكومة البشير .
ثانيا : دور الجيش السوداني : عدم وقوف الجيش
السوداني كطرف مع نظام هو عامل للنجاح الثورة , فعلى الجيش ان يكون بعيدا عن
السياسة الداخلية و ان لا يدخل في المواجهة الثورة الشعبية , و
من واجيبه المساندة للثورة من اجل نجاح و تحقيق اول اهدافها و هو اسقاط النظام
المؤتمر الوطني , كما ايضا يجب على الجيش السوداني عدم استجابة و
تنفيذ للأوامر النظام وان يعمل من اجل تحقيق الهدف التي من شئنه
انشئت الجيش و هو الدفاع عن الوطن و الشعب و حماية المنشاة
العامة .
ثالثا : الاصرار و الاستمرار , ان الاصرار
المتظاهرين و الثوار على تحقيق اهداف معينة و هي اطاحة بالنظام البشير و محاسبة كل
من غانة الوطن و الشعب .
رابعا : اخذ الشباب كفئة مضطهدة و مهمشة و لا مصالح
لها لزمام الامور و تولي قيادة الثورة بنفسه , و مراكمة ضغوطه على نظام حتى يجبر
الفئة الضالة من استسلام او الهروب خارج الوطن .
خامسا : ان لا يختصر القيادة الثورة في الاحزاب
السياسية و المنظمات الاهلية قد تعقد مهمة سلطة النظام في محاصرة الاحداث و
احتوائها لعدم وجود قيادة معينة يمكن اعتقالها او التفاوض معها.
سادسا : نشوب المظاهرات بشكل مفاجئ في اطراف المدن
المهمشة , فلو انطلقت الشرارة الثورة في عاصمة الخرطوم لامكن الاجهاز عليها في
مهدها بفعل ما عليه من عسكرة الحياة اليومية بالعديد من الاجهزة القمعية .
سابعا : الاعلام : يجب على الثوار التركيز في
الاعلام بالصورة مكثفة و نشر المظاهرات و الصور حتى تضع الفرق شاسع بين ما يبثه
الاعلام المؤتمر الوطني و الحقيقة في الارض , و استخدام كل الوسائل الاعلام
المتاحة ك ( فيس بوك ) للنشر الصور و التعبيرات لحقيقة الثورة الشعبية, و مواصلة
الانتفاضة حتى اتعجز الاعلام المؤتمر الوطني عن ممارسة التعتيم او تشويه الحقائق .
ثامنا : على الشعب السوداني ان يتمتع بقدر كبير من
الثقافة الامانة و الثقة حتى لا يقوم البعض بالإعمال تخريب المؤسسات الدولة .
تاسعا: على المجتمع الدولي ان يحرك الشولة من
التنديد الي تنفيذ القرارة , و ان يتقدم بالمساندة و تأييد الثورة الشعبية السلمية
, الي جانب احترام ارادة الشعب .
اذا
الشعب يوما اراد الحياة * فلا بد ان يستجيب القدر