السودان والمفارقة الحياة
نورالدين كوكى: تل ابيب
نجد ان الدولة السودانية تمر هذا الايام بممرات
تمزيق علاقات على مستوى المحلي والاقليمي والدولي ,وتعبر الانهار التدمير
الاقتصادي والاجتماعي والفكري والسياسي, وتتبادل في قمم مرتفعات العزلة الدولي
,وتنتقل في غابات الحوس الديني والجبن السياسي , والتدني الاخلاقي ,وتجرجر اذيالها
في ابحار تظليل وتضليل الشعب النائم الحاير, وترفرف الشعار المؤتمر الوطني في جبال الحقد السياسي والحسد العرقي و الاثني, والظلم
التنظيمي , وتميز اللوني و الانتمائي , والتهميش السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي,
ونتجتا لهذا السلوك والتصرفات الحزبية والفردية والاهداف الشخصية قد اجبرت الدولة
السودانية عن تقف امام طبيب من الاقليم الجنوب لكي تستلم شهادة الوفاة في يناير
المقبل, ولكن ياترى ماذا تكسب الشعب السوداني من التقسيم الوطن؟
اقول عن الشعب السوداني
ستتخلص من الاستبداد الحكم العسكري الشمالي ومن التهميش الذي ظلوا يفرشون منذ
تكوين الدولة السودانية الهشة التي تنعدم فيها حتى الهوية، وغيبت انها العدالة
والمساوة وكل الحريات المتمثلة في حرية التعبير والفكر والحرية التنظيم، والتنقل، وحرية
الاديان، والاعلام.
ونتيجة لعدم وجود الحرية
وغياب غرفة العدالة قد نتج عنها مجموعة متعددة من النزاعات والصراعات بظروف
والاسباب مختلفة الالوان والاشكال ,فكانت هنالك النزاع الجنوبي الشمالي وقد استمره
قرابة ربع قرن من زمان وحظيا بالحل مثالي ,والصراع الشرقي الشمالي ولكن سابقه
المصالح الذاتية والحزبية وعدم تشخيص الصراع , وتاله المحرقة و المجزرة دارفوري
الشمالي التي جعلة الملف السودان من سوء الي اسواء لان اكتشف الاوضاع
الانسانية السيئ الغير اخلاقية وقانونية ,فظهرت اضطراب التشادي السوداني ومن ثم
الليبي السوداني تارة ومن بعده المصري السوداني ,ولكن هذا لو دلة انما يدل علي
الفشل والمراقة الحكومة السودان وعدم ثقة بنفسه واستفقداه للإرادة الحل
الازمة , ولكن مع الاصرار والصبر والارادة ما ظال دارفور تجري وتبحث المنقذ
العادل حتي تستطيع عن تحمي شعوبها من الابادة الجماعية وتحقيق الاستقرار الامني
ومحاسبة العادلة لمجرمي الابادة حتى يكون عزة وعبرة للأخرين.
و بهذا النزاعات والصراعات نرى عن
الرؤية مستقبلية للدولة السودانية قد بات محدودة لاسيما لو تبقى الاقليم الجنوبي جزء
من السودان, لان كل الطرق اصبح مسدودة من كل نوافذ الوحدة لان الوحدة حقيرة وطاغية
وتجعل الاثني الافريقي مجرد مرحلي لتحقيق الاهداف والمصالح الفئة الحاكمة وليس
لديهم حق في السلطة والثروة و اتخاذ القرارات و القوانين والاصدار الدستور او
الغائها او تعديلها والاتفاق على المبادي والاسس التي يجب من خلالها عن تحكم
الدولة السودانية, فالأفضل عن يتم عملية الانفصال او تقسيم السودان الي
دويلات حتى تتمكن شعوبها العيش في الحياة كريمة ككل شعوب العالم .
,واذا لم يتم عملية تقسيم
سيعيش الامة السودانية أسواه حالة تمر في تاريخ الانسان من الحربات واعتقالات
والاغتيالات والمجاعات والترحيل القسري والقتل الجماعي ,لان الايديولوجية السياسية
التي تقاد بها الدولة السودانية مبني على تصفية وتحويل والاستبدال و تعريب
العرقيات الاخرى ,وتستخدم كل وسائل لتحقيق الغايات واهداف مشروع عروبي الاسلامي ,
فهنا اشير الي بعض الوسائل كالدين التي تستخدم كالأداة للتلوث العقول , و
اللغة التي تستخدم كالأداة للتعريب واستبدال هوية الدولة , و منهج التربوي التي
تستخدم كالأداة للنشر ثقافتهم , هذا على سبيل المثال وليس حصر.
كما تعمل وتخطط من اجل
تضييقهما في سبل الحياة حتى لا يفكر أحد في سلطة فينحصر حياته في لقمة العيش، وتعمل
لتأكيد الهوية العربية واصلتها واولوياتها في داخل مؤسسات الدولة السودانية، وانكار
واستبعاد الهوية الافريقية في كافة مؤسسات الدولة السودانية.
ولكن السؤول انت يا
السوداني يا افريقي ما الفارق بين الحر والعبد؟ وهل من حق كل عن يعيشوا احرار؟ وما
الاليات والقدرات والمفاهيم والقيم التي تأتي من نوافذها الحرية والاستغلال والاستقرار؟
وما الايديولوجية السياسية التي يمكن من خلالها ان نهدم مشروع السلاح النووي
العروبي الاسلامي التي ابادة الدولة متعددة الاديان واثنيات؟ وما رؤيتك في عملية
التفكيك وتقسيم الدولة مليون ميل مربع التي هدم مجدك وشرد اطفالك وارمل زوجتك؟ وهل
يجب تحرير وغربلة العقول من المفهوم الدولة الدينية وهي العامل او العنصر الاساسي
في زوال الدولة السودانية رويدا رويدا , حتى نبني الدولة العلمانية الليبرالية
فيها مفهوم العدالة والمساواة والقيم الديموقراطية والحكم الرشيد
وتحديد هوية الدولة ,لان عدم تحديد هوية الدولة هي السبب في صلب وقطع الدولة
السودانية ارابا ارابا ؟ ولكن هل تبقى السودان موحدا اذا سقط الجناح
الجنوبي ؟ ام يكون فرض عين للأقاليم الاخرى؟ لزالك نجد ان هذه الاسئلة موضع الحيرة
, ولكن هكذا تمر الايام وتمر الرواية وتفارق السودان الحياة في عمر غرام وتصبح في
اسم خبر كان ,لان المفهوم دولة الدينية والدولة الجلابة لا يمكن عن يصمد امام
اصوات الذي تنادي بالتحول وترسيخ الديموقراطي على كافة مؤسسات الدولة السودانية ام
يكون الانفصال هي صاحب الحظ الاوفر.
ختاما وليس اخيرا