السودان بين تمني الوحدة وسونامي
الانقسام
نورالدين كوكى: تل ابيب
يبدوا ان البقاء الدولة السودانية بحدودها الحالي
اصبحت الامر تمني او الخيال او الجدال , لان عندما تم استقلال السودان في عام
1956م كان النداء ات تتجمع الى ترميم والتعمير والتقدم ,اي يتجه الى مفهوم السودان
كالدولة وطن لكل السودانيين , والانتماء اليه بالمواطنة بنفس الواجبات والحقوق ,
ولكن لم تتلاشى الاثار والبطش الاستعمار قد حدث التحول من ذألك المفاهيم والنداءات
, واصبح لكي تكون سودانيا يجيب عليك ان تكون مسلم وتنتمي الى الاثني العربي ,لان
الفئة الحاكمة ترى انها اعلى درجة من المسلم غير العربي وغير مسلم وغير عربي , وذألك
لتأكيد وتثبيت والتوطيد الهوية العربية الاسلامية داخل الدولة سودانية , والدليل
على ذألك (استقبال عشرين الف فلسطيني في الحدود السوريا العراقية لإسكانهم في
امتداد الخرطوم سوبا, وطرد
المواطنون الاصليون لانهم من الاثني الافريقي .
ونجد ان هذا التقسيم ادى الى الانقسام السودان مبكرا،
كما ان عدم الاستمرار الدولة السودانية موحدة تعود الى غياب الهوية الدولة
(افريقية ام عربية ام الاسلامية) كما نجد ان القوى السياسية قد عجزة عن الاتيان
بدليل او المرشد العادل والموازن للإدارة الدولة السودانية، اي يملك القدرة على
الاستيعاب التباين الديني والتنوع الاثني والاختلاف الثقافي، والتحكم الاتساع الحدودي،
والانزلاق في مشروع نهضة الشاملة في كل ارجاء الوطن، بل اصبحت ممارسة العنف
العنصري سيمة ملازمة للطبيعة النظام الحكم في دولة السودانية.
اذ لا يمكن بدون الاستخدام
العنف ان يثبتوا هويتهم العربية او الاقامة نظام مبني على الايديولوجية قمعية
وعنصرية في الدولة متعددة القوميات مختلف الثقافات والاديان والعادات والتقاليد
والمورثات ,فبنية الدولة السودانية الحالية ومؤسساتها السياسية والعسكرية
والقضائية منسوخة على نمط الدولة الحزبية , وتدار بالألية حزبية , وتتركز على
الاحتكار الشؤن الدولة ,عبر الاحتكارات للقوات المسلحة والجهاز الامني والسلطة
القضائية , والايديولوجية الرسمية للدولة السودانية مبنية اساسا على مبدا الانكار
القوميات , وتسعى الى تخلص الكيان الافريقي بكل وسائل النهي .
وبعد الفشل لتذويب القومي
عبر السياسات التعليمية والاقتصادية، لجاء الى الاستخدام القوة في محاولة تصفية
الوجود الاثني الافريقي داخل الدولة السودانية لزالك التأليب والتحريض والاستعبادد والتجاهل والاحتقار للعقول واستبهال
والخدع والتربص والكيد، ادى مستقبل الدولة السودانية الي أرذل العمر.
لكن مصيره متعلقة بالثلاثة
قضايا ,وهي الانتخابات والحل مشكلة الاقليم دارفور بصورة عادلة وناصفة , وترميم
الوحدة السودان على اساس سودان وطنا لكل مواطنها ,اما اذا فشل في التحقيق هذه
القضايا يكون مصيرها الانقراض , لان الوحدة التي تتمنى اولاد العرب (الجلابة) هي
ليس الوحدة التي يمكن عن يبقى الدولة السودانية بحدودها الجغرافي الحالي
,لان هذه الفئة تبني ايديولوجياتها من الغرفة الانصهار على الاساس الثقافة
الاسلامية العربية التي تتغلف بالاسم (القومية ) اي بمعنى السوداني للمصطلح ,
كالمصطلحات ترمز للتضليل الخطب ,حيث هذا الامر ليس جديد في سياسات هذه الفئة
,بدايتا من سيد اسماعيل الازهري الذي قال: (اشعر في هذا المنعطف بانني مضطر لأعلن
اننا نعتز بأصلنا العربي , وبعروبتنا , وبكوننا مسلمون , ولان العرب جاءوا الي هذه
القارة كرواد لنشر الثقافة الاصيلة , واعزاز مبادي سامية , واشاعت العلم والحضارة
في كل بقاع الافريقية .
لزالك تم بناء الوضعية السودانية على مبدى
العنصرية وليس على الاسس والمفاهيم والاستراتيجيات التي تهدف التساوي في الحقوق والواجبات في دولة سودانية،
بل هي الوحدة التي تجعل الاثني الافريقي مجرد الايدي العاملة او قوى دفاعية او
المواطن من الدرجة الثالث، ولكن قد ولع الزمن وتحرير العقول وتحسس الشعور، فتصبح
الامر من المستحيل عن يستمر الدولة السودانية مفهوم اولاد العرب.
فيجب ان يكون هنالك الحكم
الذاتي الفدرالي العلماني ,لكل الاقاليم السودان , اي عملية self determination ,تقرير المصير وهي حق قانوني لكل
شعوب الارض عن يختاروا شكل السلطة التي يريدونها وطريقة تحقيقها عبر الحرية
المطلقة بدون التدخل ,وحق التطوير الاقتصادي والاجتماعي الثقافي, لان خضوع
الشعوب للاستعمار واستغلال يعتبر انكار واجحاف لحقوق الانسان الاساسية
,ويخالف المواثيق الامم المتحدة , لزالك يكون يناير من عام 2011م سيكون عام لتحقيق
الشعب الجنوب السودان مصيره , ويتخلص من جبروت العربية الاسلامية , التي كانت
تمارس سياسات التعريب وتسليم , اي اخراجهم من الدينهم الى الاسلام الحركة
الاسلامية , لان الدين الاسلام يمنع ابادة الجماعية والاغتصاب وقتل الاطفال
والشيوخ والعجزة ,ولكن الاسلام التي تقصد الحركة الاسلامية هي مجرد مصطلح تستخدم
للخدع والتضليل الشعب السوداني الذي لا يدري ما يدور في حوله , والغاية منها هي
توطيد الهوية العربية في سودان لان هم ليسوا سودانيين , والتاريخ يذكرنا ذألك
(دخول العرب في سودان) لكن هذه المصطلح قد وصل الى طريق مسدود , لان الشعب
السوداني ادرك ان الدين لله والوطن للجميع , و الدولة السودانية بشكلها الحالي هي
( لعب على الذقون ) لان العملية التحريض والتقليل وتشويع التي استخدمت ضد كيان
الافريقي هي قد تؤدى الي هذه النتيجة التي لا تقبل احد ثمرتها , كالانفصال او
التقرير المصير الاقليم الجنوبي التي ذاق كل الانواع كرهيه بسبب الدين واللون
والثقافة , وقال الطيب مصطفى , عن وجود الجنوب كجزء من السودان كان خطاء استعماريا
, وخطاء مفروضا على السودان , ولابد
من تصحيح الخطاء بفصل الاقليم الجنوبي ,لان هنالك كرهيه دينية والعرقية والاختلاف
الثقافات والعادات والتقاليد ,وشبه وجود الجنوب كالسرطان في الجسم , ولكن ياترى هل
الاتساع اي بقاع في هذا الارض بدون الامن والتسامح والتنمية والعدالة والمساواة
والوحدة والسلام ,يساوي شيء (تعني شيء ) لا
فهنا اقول ان تقسيم السودان الي دويلات تساعد في
الاستقرار الامني والتنمية والرقاء وممارسة العملية الديموقراطية , بمشارك الجميع
في مؤسسات الدولة ,فالانفصال الجنوب اتمنى ان يكون سنة لكل الاقاليم السودان عامة
والاقليم دارفور بصفة خاصة , لان دارفور هي كانت دولة , ولان الاستعمار صنع الوحدة
مصطنعة وقسرية تمام , فقد اشرقت الوقت للإعلان الدولة دارفور حتى ولو من طرف
واحد , لان نتيجة الوحدة من 1917-2010 لم يجد دارفور سواء الابادة الجماعية التي
استخدمت من حق شعبها , ومجاعات واندثار النسيج الاجتماعي , والنهب
ثرواتها للعمارة اقليم الشمالي ,وندرة في مؤسسات التعليمية والصحية والثقافية
,والمواصلات , ختاما وليس الاخير اقول ان التقرير المصير هي الوسيلة الوحيد
للعيش الامة بالسلامة .