نورالدين كوكى تل
ابيب
تقع الاقليم دارفور
في الجزء الغربي من الجمهورية السودان ,و تبلغ مساحاتها خمس مساحة السودان ,حيث
تساوي 549 الف كيلو متر مربع ,وتوازي مساحة العراق تقريبا ,اما من حيث الجغرافي
فتقع بين الخطوط الطول 22 و27 درجة شرقا ,ومابين خطوط العرض10 و16 شمالا ,وتتشارك
في حدودها كل من الليبيا والتشاد والافريقيا الوسطى,اما من حيث السيادة فكانت
دارفور ذات سيادة مستقلة خلال الفترة ما بين 1650 حتى 1917م,ومنذ 1917م وحتى
ما بعد الاستقلال السودان من الحكم الانجلزي المصري في عام 1956م,لم تجد في
نصيبها سوى التخلف الاقتصادي والزحف الصحراوي ,بسبب الجفاف والمجاعات ,وهدم النسيج
الاجتماعي ,وترميم الحروبات القبلية والطائفية والعرقية ,بسبب سياسات الحكومات
السودانية المتعاقبة ,التي ساهمت في ربط الاقليم بالنزاعات والجفاف والامية
والاراقة الدماء بين ابناء الاقليم ,من خلال ما تملكه من ادوات الصراع السياسي
,للاستفادة من الاقليم في زيادة والربح دوائرها حتى تتمكن من سيطرة على مقاليد
السلطة ,لكن مع حلول القول :الظلم لا يولد الثورة ولكن الاحساس بالظلم يولد الثورة
:ومن ثم التحميص والفحص والقربلة الواقع السوداني المتمثلة في الاقصاء
والتهميش ,من خلال النظريات الجزئية ولا جزئية من ناحية الدين تارة ,وينتمي ولا
ينتمي من ناحية العرقية او الاثنية او الطائفية تارة اخرى,التي نتج عنها الصراع
الجنوبي شمالي بسبب جزئية ولا جزئية ,والصراع دارفوري شمالي بسبب ينتمي ولا
ينتمي, وما اندلاع المعارك في فبراير 2003م ,قد صدى صوت التحرير في الاقليم
دارفور,و علمت كل الشعب السوداني انما يجري في دارفور هي التمرد وليس النهب
المسلحة و قطاع الطرق ,كما كانت تزعم الحكومة ,من اجل التظليل وتضليل الشعب
السوداني و تبرير موقفه ,حتى تتمكن من تنفيذ مشروع الابادة جماعية المنظمة ضد شعب
دارفور ,لكن ادرك الكل ان الذي يدور في دارفور هو الصراع سياسي من اجل
المستحقات والواجبات الفرضية ,نسبتا لتجاهل كل حكومات الاسلامية المتعاقبة اما
يجري في هذه البقعة ,من المجازر الوحشية والاغتصاب الجماعي والحرق القرى والنهب
الممتلاكات ,ولكن قد اجبرت الحكومة مركزية في الخرطوم من قبل المتحريرين ,الذين
رفعوا السلاح في وجه الحكومة الظالمة والطاغية ,من اجل التحقيق العدالة والمساواة
,وتغيير شكل الدولة السودانية الاسلامية الحزبية الى دولة سودانية شعبية القومية
الليبرالية علمانية ,بمفهوم السودان وطن للجميع ,و ليس للانتهازين الاسلامين,
الذين يجيدون الفن الاغتيال والاعتقال,وخبرون في بناء بيوت الاشباح ضد اي عقل مفكر
او متدبر او متامل لانقاذ الشعب السوداني من ظلمات الاستبداد السياسي والحكم
الجبري ,الى نور العدالة والمساواة والحرية التعبير والفكر والمواطن الحق ,فكانت
هنالك جولات للتفواض في محيط الافريقي , بدايتا من انجمينا التشادية ,وابوجا
النيجيرية ,واروشا التنزانيا ,والطرابلس الليبيا ,ولكن لن تحظ بالنجاح بسبب
مرواقات الحكومة الذي يوقع كل شي ولا ينفذ شي ,و عدم رغباته للاغماد النيران
الجحيم المشتعلة في رؤوس العجزة والشيوخ والاطفال والنساء والقرى ,لان
الابادة مدرو سة ومنظمة ومخططة ,من اجل ابادة شعوب الافريقية الغاليبون على امرهم
,و قالوا ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالمة اهلها ,وحتى لا يتم ابادة هذه شعوب قد
اتخذت مجلس الامن قرارها بتحويل مشكلة دارفور الى محكمة الجنائية الدولية ,من اجل
تحقيق العدالة الدولية ,لان العالم ليس غابة التي تقتل الحوش فرستها كما تشاء,لذلك
تقدم العادل (مورينو اوكامبو )بطلب لاصحاب الايدي الملطقة بالدماء الابرياء ,احمد
هارون وعلي كوشيب ,لمثول امام العدالة ,ولكن السؤال هل الجبان يتحول الى الشجاعي
؟الاجابة كلا.وقد صاح صوت غريب ودخيل في اخلاق وادبيات شعب السوداني ,يقول :والله
والله والله لن ولم اسليم اي شخص موالي لي ان يحكم خارج السودان ,حتى ولو
قطعة من شعره ,وتم تعيين احمد هارون واليا على جنوب كردفان ,وعلي كوشيب ضابط في
حرص الحدود , وما تحقيقات الجنائية الدولية بهدف وصول الي الجاني, قد اشارة السهم
العدالة الي قائدهم المفسد اخلاقيا وادبيا ,واجتماعيا وسياسيا ,عمر البشير ؟ لكن
الغريب والدخيل والعجيب , مع صدور مذكرة توقيف مجرم الابادة ,قد صاح صوت وكانما
صوت الوحوش في الغابة ,سير سير يا بشير ,من قبل فئة والكيانة التي ينتمي وجزئية
,ولكن السؤال الذي يطرح نفسه .الي اين يسير المجرم الحرب ,وما مصيره؟ اقول يسير
الى عدالة الدولية ,او مصيره الانتهار , اما نحن كالشعوب العالم هل نحتاج
الي وقف جادة ضد كل المعايير المزدوجة ,سوى كان المحلية او الاقليمية او دولية او
حتى المحكمة الجنائية ,نعم انتم على رفض ازدواجية معايير الجنائية الدولية , فكيف
لم ترفضوا المعايير المزدوجة في تعامل مع المجازر الامة التي يطالب بمستحقات
الواجبة لكي يعيش بسعادة كما يعيش شعوب الارض ؟ اين كانت هذه الاصوات يوم كان
الدماء المسلمين في دارفور تراق بدم بارد ,والاف من مسليمات اغتصبهن ,والشيوخ
والاطفال اشتاتوا في الصحراء بلا ماوى ولاماكل ومشرب ,والصم والبكم يحراقون في
داخل البيوت ,بايدي عصبيات العربية البربرية الجنجويد, التي سلطة الحكومة على
القبائل الافريقية في دارفور ,وشئنهم كالشاءن الحكومات الدول العربية قد صمتوا
صمتا مريب من المجازر الوحشية ,ولم يحركوا ساكنة واحدة لوصد الابادة ,فقط اكتفوا
بادانة الحكومة من بعد ,اتساءل هل لان الجاني ينسب الى الحركة الاسلامية ,ام لان
الضحايا من اثن الافريقي والمجرم عربي ؟ ختاما وليس اخيرا ,اقول :لا تظلمنا اذا
كنت مقتدر :فان الظلم اخره ياتيك بندمي نامت عينيك وعين مظلوم منتبه يدعواعليك
وعين الله لن تنمي.